الجمعة، 24 نوفمبر 2017

عصر وسيط أم عصور وسطى

                 عصر وسيط أم عصور وسطى

      عصر وسيط أم عصور وسطى

إعتاد المؤرخون ومؤرخوا الفن ونقاد الأدب والفلاسفة وعلماء اللاهوت في فرنسا وإيطاليا وألمانيا نعت هذه المرحلة  من تاريخ أوربا ب "العصور الوسطى" (Moyen age) فيما جرى العمل لدى المؤرخين الإنجليز بمصطلح "العصور الوسطى" (Meddle ages) في إشارة إلى وجود فترات متتعددة ومتميزة داخل هذه الحقبة الطويلة من التاريخ. ويتفق معظم الأخصائين على تقسيم العصر الوسيط إلى مرحلتين كبيرتين: "العصر الوسيط الأسفل " أو ما يسميه الإنجليز ب " العصور الوسطى المبكرة ، " والعصر الوسيط الأسفل" أو العصور الوسطى المتأخرة .
ويمتد العصر الوسيط الأعلى إلى حدود القرن الحادي عشر. ولا يتوفر المؤرخون على مصادر كثيرة بخصوص هذا العصر. ويسمى ب عصر الظلمات. يمكن إختزال معطيات هذه المرحلة في النقط التالية:
سياسيا: تغير الخريطة السياسية بأوربا عقب إنهيار الإمبراطورية الرومانية وقيام الممالك الجرمانية وهيمنة الإضطراب السياسي والعسكري.
إقتصاديا: إقتصاد فلاحي مغلق وركود التقنيات، وجمود التبادل التجاري والنقدي، وضعف التمدن واستمرار أشكال العبودية.
ثقافيا: سيادة الجهل وسيطرة الكنيسة والثقافة الدينية على المجتمع.
وفي القرنين التاسع والعاشر بدأ يتشكل نظام إقتصادي واجتماعي جديد  هو النظام الفيودالي الذي نشأ في خضم الشتات السياسي وانعدام الامن الناتجان عن انهيار الإمبراطورية الكارولنجية والغزوات الخارجية، والذي أتضحت معالمه في القرنين الحادي عشر والثاني عشر.
أما العصر الوسيط الاسفل، الذي ينطلق عموما مع القرن الحادي عشر ، على مصادر كثيرة ومتنوعة .
ويتختلف تعامل المؤرخين الأوربين مع مع هذه المرحلة من الوجهة الزمنية. فالمدرسة الفرنسية تميز هذه المرحلة بين فترتين متباينتين:
الفترة الاولى : تمتد من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر، وهي فترة تحول إقتصادي كبير ، تمتد من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر، وهي فترة تحول إقتصادي كبير ورواجا في المدن ، ونشاطا في الصناعات الحرفية والتبادل التجاري والنقدي كما عرفت جهودا سياسية كبيرة من طرف الملوك من اجل الحد من سلطة الفيوداليات المحلية وتحقيق الوحدة السياسية. وقامت خلال هذه الفترة الحروب الصليبية التي اوصلت الأوربيين إلى الشرق العربي الإسلامي.وتمكنت فيها الممالك المسيحية الإسبانية من شن حرب إسترداد ضد الإمارات الإسلامية بالأندلس. أما من الناحية الثقافية فقد تعددت المدارس بالمدن وظهرت الجامعات ولم يعد النظام التعليمي يقتصر على اللاهوت بل إنفتح على معارف أهرى كالفلسفة والقانون والطب، كما إنفتح على التراث اليوناني عن طريق الترجمات العربية. وينعت جاك لوغوف هذه الفترة ب " قلب العصر الوسيط" وتتوقف عند وباء 1348.
أما بالنسبة للفترة الثانية فتمتد من أوسط القرن الرابع عشر إلى أواسط القرن الخامس عشر. وهذه الفترة هي التي تعرف ب الأزمنة العصبية إذ عرفت أوربا خلالها طاعون 1348 وثورة الفلاحين عام 1358 وحرب المائة سنة بين الفرنسيين والإنجليز مابين 1337 و 145ث وعلى الرغم من هذاه الازمات فإن التطور الإجتماعي لم ينقطع. إذ أن فترات الخراب والدمار كانت تتلوها فترات وإعادة الإعمار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق